خطاب رئيس الوزراء التركي لاقى ترحيباً في القاهرةالغارديان: أردوغان يقود لعبة محفوفة بالمخاطر في الشرق الأوسطدبي - العربية.نت
شكل خطاب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في القاهرة أمس منبراً ممتازاً لخدمة المساعى التركية الرامية لأن تصبح لاعباً إقليمياً فاعلاً ومؤثرًا في شؤون منطقة الشرق الأوسط، على خلفية التغييرات الهائلة التى أحدثها الربيع العربى، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان اليوم الأربعاء.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الكاتب دانيال واجنر في مجلة فورين بوليسي قوله "إن أردوغان يلعب لعبة عالية المخاطر في الوقت الذي يمكن أن تكون المخاطر أشد"، وعلى أردوغان أن يتساءل ما إذا كان سعيه ليصبح بطلا في الشارع العربي، هل سيفضي ذلك إلى نتائج عكسية في نهاية المطاف؟ وبأي ثمن، لافتا إلى أن الولايات المتحدة إذا خيرت بين تركيا وإسرائيل، فمن البديهي معرفة أنها ستختار إسرائيل".
وعودة إلى خطاب القاهرة أشارت الغارديان إلى أن التصفيق والهتاف الحار الذى قوبل به خطاب أردوغان يعكس الموقف القوي لأنقرة ضد إسرائيل، بعد عقود طويلة من التحالف الوثيق معها، وتبنيها وبشكل واضح موقفا معاديا لها منذ مقتل 9 مواطنين أتراك فى هجوم إسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، التي كانت تحمل المساعدات لغزة العام الماضى.
وتابعت الغارديان قائلة إن "السياسة العثمانية الجديدة" تسعى إلى استعادة نفوذها القديم فى المنطقة، باستعادة أيام مجد الإمبراطورية العظمى بما يمكنها من لعب دور إقليمي قوي في ظل شعورها بخيبة أمل وربما بصدمة، بسبب تعطيل فرنسا وألمانيا لطموحاتها التي طالما راودتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أن حجم التعاملات التجارية لتركيا مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغ 30 مليار دولار، أي أنه شكل 27% من صادراتها، ويأمل اردوغان الذي تشمل جولته أيضا تونس وليبيا أن يساهم ربيع الديمقراطية الذي تشهده المنطقة فى تقوية الروابط التجارية والاستثمارية لبلاده بهذه الدول.
واعتبرت الغارديان أن قرار أردوغان بعدم زيارة قطاع غزة، على الرغم من تلميحاته السابقة، يوحي بأنه يلتزم سياسة ضبط النفس في وجه غضب الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.