جسر الموت فيلم سينمائي فلسطيني يزعج إسرائيل لدرجة تهديد المخرج بالقتل غزة - دنيا الوطن-حسن عبد الرحمن
أعلن المخرج الفلسطيني يوسف محمد الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان جسر الموت والذي يحكى قصة انتصار المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي وطرده من قطاع غزة فى العام 2005 . ويقول المخرج يوسف محمد إن الفيلم هو إعادة محاكاة لقصة واقعية حدثت فى صيف 2005 وهى العملية الاستشهادية المعروفة باسم جسر الموت والتي نفذتها ثلاث فصائل فلسطينية في ذالك الوقت وهى سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين حيث كانت تلك العملية النوعية بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وأرغمت الجيش الإسرائيلي على تعجيل انسحابه من غزة بعد أن تمكن استشهاديان من السيطرة على الجسر الواصل ما بين المستوطنات فى القطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 لمدة ليلة كاملة وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين ومسؤل امن المستوطنات فى قطاع غزة عامى شاكيد .
الفيلم والذي أنتجته قناة فلسطين اليوم الفضائية يحمل فى طياته عدد من الرسائل الهامة كما يقول المخرج وهى تلطيف صورة المقاوم الفلسطيني والذي شوهتها ماكينات الأعلام الغربي كذلك الفيلم وكما يرى النقاد هو تطبيق قوى لعنصر الحرب النفسية التى تستخدمها هوليود ضد العرب والإسلام يقول المخرج اليوم أصبح بإمكاننا ان نرعب الجيش الصهيوني ليس بالصواريخ والرصاص بل بالأفلام وفور الانتهاء من تصوير الفيلم تم إرساله عبر اليوتيوب الى أكثر من عشرة ألاف أيميل تم الحصول عليها وهى تخص ضباط وجنود فى الجيش الإسرائيلي الأمر الذي جعل الموساد يهددني بالقتل والاعتقال للمرة الثانية على التوالي حيث كانت الأولى بعد تصوير فيلم أرضنا عام 2009 . لدرجة ان الفيلم تم سحبه من اليوتيوب وتم إغلاق حسابي الخاص .
ويقول المخرج أن هذا التهديد لا يعبر إلا عن نجاح الفيلم والذي يستهدف بالدرجة الأولى الجيش الإسرائيلي وفى نظري هذه هى المرة الأولى التى نرتقى بها كسينمائيين فلسطينيين الى مرحلة استخدام استمالت الحرب النفسية فى أفلامنا ولدولة سوريا وللدراما السورية الفضل الكبير فى وصولي كمخرج إلى هذه المرحلة بعد سنوات من العمل فى الدراما السورية واكتساب مزيد من الخبرة .
اما عن معيقات الإنتاج فقد كنا نصور تحت الطيران الإسرائيلي وقمنا بتأجيل التصوير مرارا وتكرارا بسبب وجود الطائرات الإسرائيلية لأن معظم المشاهد كانت تحتوى على مسلحين وبها الكثير من إطلاق النار وهذا ما قد يجعلنا عرضة لقصف الطائرات الإسرائيلية
وفى رده على سؤالنا للمخرج يوسف محمد هل تعتقد ان تلك التهديدات باستطاعتها أن تغير سلبا او إيجابا فى مسيرتك الفنية ؟
اعتقد ان الجواب على هذا السؤال كان واضحا فى فيلم حكايتي والذي قمت بتصويره فى سوريا العام الماضي وهو من إنتاج التلفزيون السوري حيث عرض الفيلم قصتي وقصة تهديدي من قبل الموساد فى العام 2009 بعد الإنتهاء من تصوير فيلم أرضنا حيث عرضت تلك القضية من خلال فيلم حكايتي والذى عرضه التلفزيون السوري حيث عرض الفيلم الصراع بين الفنان الفلسطيني والصحفي الفلسطيني والموساد الإسرائيلي ولكن للأسف هذه القضية لم تأخذ حقها فى وسائل الإعلام وأنت تعلم ان عدد من الصحفيين والفنانين تم اغتيالهم من قبل إسرائيل خلال السنوات الفائتة وهناك عدد كبير من المخرجين والصحفيين يتم تهديدهم بالقتل بل ويعرض عليهم الموساد التعامل معهم كجواسيس وهذا ما حصل معي على سبيل المثال . بل وصل الأمر بمنع وصول أموال من الخارج لدعم وتمويل أفلام فلسطينية لنكتشف بعد أشهر قليلة أن هناك لعبة من طرف العدو الإسرائيلي حالت دون إتمام عقود بيننا وبين منتجين من أوروبا او حتى الدول العربية تتعلق بإنتاج أفلام تتعلق بالقضية الفلسطينية .
س . هل صحيح أن لديكم عملاء في الجيش الإسرائيلي مهمتهم تزويدكم بالصور ومقاطع الفيديو لاستخدامها في الأفلام ؟
نعم أقولها وبكل صراحة كما يحاول الاحتلال تجنيد عملاء له داخل صفوف المجتمع الفلسطيني نحن كسينمائيين لدينا من يتعاملون معنا ويزودونا بمقاطع فيديو للجيش الإسرائيلي و بأبخس الأثمان وفى فيلم جسر الموت حصلنا على مشاهد كاملة حسب طلبنا , للدبابات الإسرائيلية من الداخل ومشاهد ارتباك الجيش وقمنا بدمجها في الفيلم لأنها أكثر مصداقية ولقد تم هذا الشيء من خلال احد الضباط فى الجيش الإسرائيلي من خلال وسيط وهو صحفي من أوروبا و اعتقد ان هذه هي ضمن حربنا النفسية ضد الجيش الإسرائيلي في الفيلم . والذى اقل ما يقال عنه انه يباع ويشترى بأبخس الأثمان.
وينتظر ان يعرض فيلم جسر الموت على فضائية فلسطين اليوم نهاية هذا العام ويذكر أن الفيلم قد شارك للموسم القادم فى مهرجان كان السينمائي ومهرجان القاهرة ومهرجان دمشق السينمائي .