وداعاً للحقن فى علاج فيروس سى
خالد منتصر
هل سنقول وداعاً لحقن الإنترفيرون والشكشكة كل أسبوع والتى من الممكن أن تتكرر شهوراً وشهوراً بكل ما تحمله كلمة الحقنة من فوبيا؟.. هل سنستطيع أن نتناول بدلاً منها أقراصاً بالفم؟.. المشكلة ليست فى استسهال بلع الأقراص بدلاً من غرز السرنجة وألمها، ولكن الأمل يبدو فى الأفق أن الأقراص ستكون، إلى جانب سهولة تناولها، أكثر فاعلية وأقصر مدة فى تناولها وهذه هى الثورة الحقيقية. مصر هى أكبر بلد فى العالم يعانى من كارثة فيروس سى، وأى خبر عن علاج لهذا المرض اللعين يجعلنا نتعلق بحبال الأمل، لذلك سألت د. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، بعد عودته من مؤتمر سان فرانسيسكو الأخير لكى يطلعنا على ما قيل هناك عن هذه الأدوية، فكانت المعلومات مبشرة حيث قال:
«فى مؤتمر الجمعية الأمريكية الثانى والستين الذى انعقد فى الفترة من 4 حتى 8 نوفمبر فى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية استعرض العلماء أكثر من 30 دواء فعالاً بالفم ضد تكاثر فيروس سى داخل الخلية الكبدية، وهناك أكثر من دواء ثبتت فاعليته ضد النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، ليس هذا فقط بل إن مرضى فيروس سى سيكون هناك أمل قريب جدا فى السنوات القليلة المقبلة لعلاجهم بالأدوية التى تؤخذ بالفم فقط دون الحاجة إلى الإنترفيرون وبنسب شفاء تقترب من 95%، وأبحاث هذا المؤتمر تعطى بشرى سارة لمرضى فيروس سى وتطمئنهم بأنه فى غضون السنوات الثلاث المقبلة سيصبح العلاج بأقراص الفم قليلة الأعراض، دون الحاجة إلى الإنترفيرون، ليس هذا فقط بل فى فترة علاج أقصر تتراوح بين 12 و24 أسبوعاً.
هذه الأدوية من الأجيال الحديثة التى أنهت الدراسات الإكلينيكية المرحلة الثانية منها وبدأت المرحلة الثالثة مثل دكلاتوسفير وأسنابروفير وأليسوبوفير وميرافيرسن وناليبرفير وفانيبرفير و«ب س آى 7977» أو PSI 7977، وتتميز هذه الأجيال الجديدة بقدرتها على منع تكاثر الفيروس فى مراحل تكاثره المختلفة ومنع استقبال الفيروس داخل الخلية الكبدية بغلق مستقبلات الفيروس بالإضافة لقلة أعراضها الجانبية وفاعليتها الفائقة فى مقاومة الفيروس، وإمكانية إعطائها دون الإنترفيرون وقلة حدوث مقاومة لها من الفيروس، خاصة إذا تم استخدامها مع بعضها، وذلك عكس الجيل الأول من الأدوية التى تعطى بالفم مثل البوسيبرفير والتليبرفير، اللذين تم طرحهما فى الأسواق الأمريكية والأوروبية هذا العام والتى تعطى مع الإنترفيرون ولا تعطى بدونه، ولها بعض الأعراض الجانبية ويتحور الفيروس ضدها فتفقد فاعليتها، ونسب نجاحها مع إعطاء الإنترفيرون تصل إلى 80% فقط، رغم أن هذا الرقم كان حلما، ولكن أصبح بالإمكان فى المستقبل القريب جدا إعطاء أدوية بالفم وأعراضها الجانبية قليلة جدا وبفاعلية تصل إلى 95%.
هناك أكثر من دواء فعال يؤخذ بالفم وضد النوع الجينى الرابع مثل دكلاتوسفير وأسانوبرفير وأليسوبرفير زميرافيرسن وناليبرفير وفانوبرفير، وهذا يعطى أملا كبيرا للمرضى المصريين بفرص شفاء عالية وأعراض جانبية أقل ودون الحاجة إلى الإنترفيرون مضافاً إلى ذلك قصر فترة العلاج».
المصرى اليوم