الطبيب ديموكيديس00
حلم الحريه الذى تحول الى جحيم
*************************
فى القرن الخامس قبل الميلاد00 حيث كان العالم مختلفا له قوانين عجيبه ويسير على هوى من بيدهم القوة والسلطان00 كان الطبيب اليونانى ديموكيديس اسيرا سجينا فى سجون الملك دارا وعندما مرض الملك مرضا شديدا احتار معه الاطباء 00 اشار احدهم على الملك باستدعاء الطبيب السجين من محبسه ليداوى الملك لما له من نبوغ وتميز زمهاره يشار لها بالبنان
قبل الملك المشوره واستدعى الطبيب الذى نجح فى علاج الملك فسر منه سرورا عظيما وطلب استبدال قيده الحديدى بآخر مصنوع من الذهب الخالص تقديرا لمعروفه بالاضافه الى تعيينه طبيبا خاصا بالملك وخصص له دارا فى حديقه القصر حتى يبقى بالقرب منه ومازال فى قيده الذهبى فللملوك شئون غريبه حقا!
وعندما أمر الملك بقتل كل الاطباء الذين فشلوا فى علاجه اشار عليه طبيبنا فى العفو غنهم حتى يعلمهم من فنون وجديد الطب 00وبعد تردد وافق الملك تقديرا له00
وظل ديموكيديس الرجل المدلل لدى الملك لكن كان دائما مايراوده الحنين ولهفه الشوق لبلاده ولاهله ويحلم بنسمات وعبق هواءها
ويهفو الى شمس الحريه حيث الفضاء اللامحدود وساحات الانطلاق الخلابه
لكن تمر الايام وهو فى قيده حتى جاءت الفرصه التى احسن استغلالها عندما مرضت احب زوجات الملك الى نفسه واشدهم شوقا اليها وانسا لجمالها00 طلبت الملكه اتوسا طبيبنا حتى يعالجها من مرضها المخجل وبعد تردد اخبرته فكان الحل عنده وشفت منه تماما00بعدها طلبت منه ان يتمنى عليها ويطلب ما يريد00ولم يجد طلبا غير انه يريد زياره بلاده ومعاودة اهله فقد حرقه الشوق واضناه البعاد
وبرغم صعوبه طلبه الى ان الملكه وعدت ان تحقق له رجاؤه
عندما التقت اتوسا بزوجها دارا لاطفته 00 وقالت:
-مولاى00سيدى ونور حياتى00ياملكى وعمرى الاتى00يانور النهار وضياء الليل00 يحزننى ما وصل اليه جنودك من الترهل والكسل من السكون وقله العمل
قال لها متعجبا:
-نحن فى فتره سلام00وملكنا واسع مستقر
تنهدت واشرقت بابتسامتها:
-مولاى00البحر لايهدأ00 والخير فى الزياده00
سمعت ان بلاد الاغريق-بلاد طبيبك ديموكيدس- فيها من الخير الكثير ومن الثروات انفسها ومن الجوارى احسنها00فلتنهل من خيرها ولتمرن جيشك قبل ان ينسى الحرب ولتعظم شأن مملكتك0
فكر الملك فاستحسن فكرتها واعد الجيش وذهب صاحبا معه طبيبه بعد ان فك أسر قيوده فذاق الحريه مغموسه فى ذل انكسار بلاده غارقه فى أشلاء أهله!__________________