شاي الأعشاب يقلل الإصابة بالجلطات
مـحـيـط ـ مــروة رزق
يختلف الناس في تناول الشاي باعتباره من أشهر مشروبات العالم وأمتعها، فتتعدد أشكاله ومذاقاته، كما أنه إعداده لا يتطلّب أكثر من ثلاث لخمس دقائق، وان اختلفت طريقة صنعه وتحضيره، وهذا الاختلاف في الأذواق أعطي للقائمين عليه فرصة واسعة للتنويع في منتجاته وطرق تحضيره.
وهذا التنوع يصاحب أيضاً الدراسات العلمية الحديثة التي أكدت أن شاي الأعشاب المؤلف من الخزامي أو النعناع أو البابونج قد يكون له منافع صحية مختلفة.
ونقلت وكالة "يو بي اي" عن الباحثين في جامعة تافتس الأمريكية في بوسطن قولهم، إن شاي البابونج لديه فعالية معتدلة في مكافحة الميكروبات وملحوظة في مكافحة تجمع الصفائح الدموية ما يقلل من خطر الإصابة بالجلطات.
ووجد الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة البحث الزراعي الأمريكية دليلاً على منافع شاي النعناع فلاحظوا فعالية ملحوظة له في مكافحة الميكروبات والفيروسات ووجدوه مضاداً قوياً للأكسدة وله منافع مضادة للأورام وللالتهابات، طبقاً لما ورد بـ"الوكالة العربية السورية".
ولاحظ العلماء من خلال تجربة على البشر أن شاي الخزامي يخفف من ضغط الدم لدى من يعانون من ارتفاعه.
كما أوصت باحثة ألمانية بتناول أصناف الشاى المر قبل وجبات الطعام المختلفة بنصف ساعة لإحتوائه على مواد فعالة مرة تعمل على تحفيز عملية تكوين الأحماض في المعدة، فضلاً عن دورها في فتح الشهية.
وتعتقد اريكا فينك رئيسة الغرفة الاتحادية للصيادلة بالعاصمة الألمانية برلين، أنه من الأفضل أن يظل الشاي المر في الفم لبعض الوقت حتي يتمكن من تنشيط براعم التذوق الموجودة على اللسان على نحو جيد، بحسب "صحيفة الأهرام"، وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من آلام المعدة بسبب الأحماض الكثيرة، فينبغي عليهم التخلي عن تناول المواد المرة واللجوء بدلاً من ذلك إلى مركبات الأحماض الصناعية.
وتؤكد الباحثة أن الزيوت الطيارة من الوسائل المهمة للتغلب على أعراض الانتفاخ والشعور بالإمتلاء لأنها تزيل التقلصات وتعزز من عملية الهضم.
وقد أكدته دراسة هولندية أن تناول عدة أكواب من الشاي والقهوة يومياً مفيد للقلب، كما يقلل من احتمال الإصابه بالأمراض.
ومن خلال الدراسة التي استمرت على مدار 13 سنة وشملت أكثر من 40 ألف شخص، اتضح أنه هذه ليست الدراسة الوحيدة التي تشير إلى منافع هذين المشروبين اللذين يعتبران الأكثر شيوعاً في العالم باسره.
وأوضحت الدراسة أن احتمال إصابة الأشخاص الذين يتناولون ما بين 4 إلى 6 اكواب من الشاي يومياً بأمراض القلب تتراجع بنسبة الثلث، كما أن تناول ما بين كوبين إلى أربعة أكواب من القهوة يقلل من مخاطر إصابة القلب بالأمراض، لكن لا يوجد أي تأثير إيجابي للقهوة إذا زادت الكميات التي يتناولها الشخص على أربعة أكواب، كما أن هذه الزيادة لن تؤدي إلى زيادة مخاطر أمراض القلب أو السرطان مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون المشروبين.
يذكر أن الهولنديين يتناولون القهوة بإضافة كمية بسيطة من الحليب بينما، يحتسون الشاي الأسود من دون أي اضافات.
فوائد الشاي
والسطور القادمة توضح لنا بعض نتائج الدراسات العلمية التي تؤكد فوائد وأضرار تناول الشاي بأنواعه المختلفة، فقد أفاد باحثون بأن تناول ثلاثة أكواب من الشاي يومياً قد يقي النساء، تحت سن الخمسين خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وقارن الباحثون السجلات الطبية والنمط المعيشي لمجموعة المشاركات في البحث ومجموعة أخرى مشابهة من النساء غير مصابات بسرطان الثدي.
وخلصت الدراسة إلى أن تناول الشاي وبمعدل ثلاثة أكواب في اليوم خفض احتمالات نمو أورام سرطانية بنحو 37 في المائة، بين النساء تحت سن الخمسين، إلا أنه لم تبد للمشروب التقليدي أي فوائد بين النساء من تجاوزن تلك السن وتناولنه بذات المقدار.
ويعتقد فريق البحث أن الخصائص الطبيعية المضادة للسرطان في تركيبة الشاي، ربما لها تأثير أكثر فعالية على أنواع الأورام السرطانية التي تنزع للنمو بين النساء صغيرات السن.
ووجد العلماء أن فوائد الشاي تعاظمت في الحد من خطر الإصابة بسرطان "لوبيولار"، وبواقع 66 في المائة، ويمثل سرطان "لوبيولار" الذي يؤثر في الفلقات العميقة داخل أنسجة الثدي الأمر الذي يحيل من إمكانية اكتشافه إلا في وقت متأخر، واحداً بين كل عشرة إصابات بسرطان الثدي.
وأوضح الباحثون أن تناول الشاي بانتظام، تحديداً بمعدلات عالية معتدلة، قد يقلل فرص الإصابة بسرطان الثدي بين النساء الصغيرات".
وعن فوائد أنواع أخري من الشاي، أكد باحثون أمريكيون أن الشاي الأخضر يساعد في منع أو تأخير الإصابة بمرض البول السكري من النوع الأول.
وأشار الباحثون الذين توصلوا لتلك النتيجة المثيرة من خلال دراستهم التي اجروها علي مجموعة من حيوانات التجارب بكلية طب جورجيا الأمريكية، إلى أن الشاي الأخضر يحتوي علي مادة مضادة للأكسدة تحمي علي نحو مذهل من هذا المرض الخطير وهو مايعد مفاجأة علمية.
وأوضح الباحثون أنهم اجروا تجاربهم علي مادة يطلق عليها اختصار "اEGCG" وهي أقوي المواد المضادة للأكسدة في نبات الشاي الأخضر، حيث قاموا باختبارها من خلال تجارب معملية علي مجموعة من الفئران المصابة بداء البول السكري من النوع الأول الذي يصيب الفم والعيون بالجفاف.
أضرار الشاي
وعلى الجانب الأخر، أكد الدكتور مجدي بدران استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أنه بالرغم من أن تناول الشاي والقهوة مرة واحدة يوميا يعزز من أداء المخ الذهني وينشط الذاكرة، إلا أن الإكثار منهما يقلل من كفاءة المخ.
وأوضح بدران أن المخ البشري الذي يشكل 2% فقط من وزن الإنسان يستهلك 25% من طاقة جسمه، ويتأثر بالعناصر الغذائية عن طريق إنتاج ما يسمي بالموصلات العصبية، وهي حوالي 300 نوع تؤثر علي مستوي الذكاء والتفكير والإبداع والمزاج، والقدرة علي الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها.
وعلي صعيد متصل، حذر طبيب أمريكي من أن تناول الشاي المثلج قد يزيد خطر الإصابة بحصى الكلى بسبب احتوائه على نسبة عالية من مادة الـ"Oxalate" المالحة.
وأشار الدكتور جون ميلنر من مدرسة ستريتش الطبية التابعة لجامعة لويولا فى شيكاجو، إلى أنه يجب على المرضى الذين هم أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى تجنب الشاى المثلج لأنه أسوأ مشروب يمكن تناوله.
وأوضح ميلنر أن أفضل مشروب للوقاية من حصى الكلى هو الماء، وذلك لأن الحصى تتكون جراء ترسب الأملاح والمعادن الناتجة عن الغذاء بسبب عدم تناول كميات كافية من السوائل.