السيناريو الكامل للأحداث الدامية التي أشعلت إمبابة
عبير استعانت بجارها المسلم لإنقاذها من الكنيسة
متابعة - محــمد شـــومان محــمد عبدالـحميد
فرضت القوات المسلحة حظر التجوال علي منطقة إمبابة خاصة شوارع الأقصر والمنيرة الغربية والوحدة والتي توجد بها الكنيستان مار مينا والعذراء وذلك للحفاظ علي الأمن بعد ان تجددت الاشتباكات بين الطرفين صباح أمس مما دفعهم الي تبادل إطلاق الرصاص.
وقد قامت القوات المسلحة بإطلاق اعيرة نارية في الهواء تحذيرا للطرفين بعدها قامت القوات المسلحة بفرض حظر التجوال وإغلاق الشوارع من خلال الشرطة العسكرية وتم إمداد المنطقة بالعشرات من المدرعات التابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي لتنفيذ الحظر ومنع دخول وخروج المواطنين بهدف الحفاظ علي سلامة أرواح الجميع وتم غلق بداية الشوارع الرئيسية إضافة الي الشوارع المتفرعة والمؤدية إلي الكنيستين وذلك في محاولة لإعادة الأمن إلي منطقة إمبابة بعد معركة استمرت اكثر من24 ساعة.
وقد ارتفع عدد ضحايا الأحداث المؤسفة إلي12 ضحية بينما وصل عدد المصابين إلي232 مصابا من الطرفين بينهم13 إصابتهم بالغة ويتم اجراء جراحات عاجلة كما تحسن نحو179 مصابا, وقد توافد أقارب الضحايا والمصابين إلي مستشفيات إمبابة العام والتحرير وبولاق الدكرور, والعجوزة, وقصر العيني ومعهد ناصر للاطمئنان علي ذويهم
>> بداية الأحداث
كانت الاحداث المأساوية قد بدأت في الساعة السابعة من مساء أمس الأول عندما فوجيء المترددون علي كنيسة مار مينا بشارع المشروع بإمبابة بتجمع عدد من السلفيين أمام مقر الكنيسية بعد ورود معلومات متضاربة عن وجود فتاة من منطقة ساحة سليم بأسيوط أشهرت إسلامها منذ6 أشهر إلا ان اسرتها قامت بإختطافها من منزل زوجها ووضعوها داخل الكنيسة في الوقت الذي إزدادت فيه اعداد السلفيين بصورة كبيرة امام الكنيسة وهنا كما أكد شهود الواقعة أن هذه المنطقة المحيطة بالكنيسة هي مكان يقطن به اعداد كبيرة من المسيحيين وما ان شاهدوا هذه الاعداد اعتقدوا ان السلفيين سوف يقومون باقتحام الكنيسة مما دفع أحدهم الي إطلاق دفعة من الرصاص حماية للكنيسة وهنا سقط بعض الضحايا والمصابين ومع سقوط اعداد من الموجودين من السلفيين مصابين قام الأهالي بنقلهم إلي المستشفي عبر التكاتك, والدراجات البخارية بينما ظل اعداد كما أكد شهود الواقعة من المسيحيين يطلقون الرصاص بعد ان قام أحدهم بإطلاق الرصاص من أعلي عمارة يسكنها بدأ الجميع ينضم إليها ويطلقون الرصاص ليزداد اعداد المصابين بصورة كبيرة وهنا بدأت اعداد كبيرة من السلفيين في التوافد علي مكان الاحداث بعد علمهم بسقوط اعداد كبيرة منهم واشتعلت الاشتبكات بين الطرفان اللذين تبادلا اطلاق الأعيرة النارية بشكل كثيف ليتزايد اعداد المصابين والضحايا ثم قام الطرفان باعتلاء أسطح المنازل وبدأوا يقذفون بعضهم بزجاجات المولوتوف والتراشق بالحجارة ليزداد الأمر سوء في الوقت الذي حاولت فيه أجهزة الأمن بأشراف اللواءات فاروق لاشين مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة وسيد شفيق مساعد مدير الأمن العام للمنطقة المركزية وكمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميدان محمود فاروق مفتش الأمن العام بمنطقة الجيزة وفايز أباظة مدير مباحث الجيزة السيطرة علي الموقف ووضع كردونات أمنية بين الطرفين إلا أن الاعداد تزايدت بشكل كبير حيث تم إخطار القوات المسلحة التي أرسلت تعزيزات من رجال الشرطة العسكرية في محاولة للسيطرة علي الموقف وإقناع الطرفين بالتوقف إلا أن الاشتباكات ظلت مستمرة مما دفع القوات المسلحة مع تزايد إطلاق الرصاص إلي استخدم إطلاق الرصاص في الهواء في محاولة للسيطرة علي الموقف وفي هذه الاثناء تسللت مجموعة كبيرة من الاشخاص إلي المحال المواجهة للكنيسة وأشعلوا فيها النيران ردا علي قيام الأقباط بإطلاق الرصاص وتسبب ذلك في احتراق8 محال تجارية قد أتت النيران عليها تماما وامتدت إلي الأدوار العليا بالعمارات الموجودة بها لترتفع ألسنة اللهب إلي الطوابق الخمسة في4 عمارات مما دفع سكانها للهروب من جحيم النيران التي ارتفعت بصورة كبيرة, وهرولوا مسرعين إلي الشوارع بينما استمر المحرضون في تحطيم واجهات وأبواب5 محال تجارية أخري بالاضافة إلي مقهي تم تحطيمه بالكامل وظلت الاشتباكات بين الطرفين لساعات طويلة ليقوم اللواءان كامل ياسين حكمدار الجيزة وأمين عز الدين نائب مدير الأمن لقطاع الشمال والعميدان عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال, وحسن عليوه مفتيش المباحث بمحاولة ضبط مثيري الشغب بعد ان تحولت المنطقة إلي ثكنات عسكرية وأصيب السكان بالذعر نتيجة لكثافة إطلاق الرصاص ليسقط في باديء الأمر4 من الضحايا و40 مصابا ولم يكد يمر ساعتان علي الاحداث حتي وصل عدد الضحايا الي اثنتي عشرة والمصابين إلي232 ليتفاقم الأمر وتزداد الاحداث سوءا حيث توجهت اعداد كبيرة من المواطنين إلي كنيسة العذراء بشارع الوحدة بإمبابة وأشعلوا فيها النيران بصورة كبيرة وماهي إلا دقائق معدودة وقد التهمت النيران طوابقها الخمسة لتأتي عليها تماما في الوقت الذي حافظت فيه القوات المسلحة والشرطة علي مبني كنيسة ماري مينا علي الرغم من إستمرار الاعتداءات بين الطرفين.
ويبدو أن المحرضين إستغلوا الوجود الأمني للجيش والشرطة أمام كنيسة ماري مينا ليتجهوا إلي كنيسة العذراء بشارع الوحدة وقاموا بإحراقها الأمر الذي أدي إلي إصابة بعض العاملين بها
وعلي الرغم من أن قلة مندسة هي التي إرتكبت تلك الحماقة بإشعال النيران بالكنيسة في غفلة من المتواجدين فإنه تجلت روح الوحدة الوطنية بين طرفي الأمة المسلمين والمسيحيين, حيث قام أحد العاملين بالكنيسة بعد أن إمتدت اليهما النيران بالتعلق بالصليب وآخر تعلق بالطابق الأخير وهنا قام4 من المسلمين علي الرغم من النيران الكثيفة بالدخول إلي الكنيسة وإنقاذهما من الموت المحقق وحين تتعالي الأصوات مسلم ومسيحي يد واحدة ويشارك المسلمون الأقباط في إنقاذ سبعة آخرين من داخل الكنيسة وحين تتعالي الأصوات أن إمبابة التي جمعت المسلمين والأقباط لعقود طويلة لابد أن تكون يدا واحدة للنهاية.
في الوقت الذي استمرت فيه القوات المسلحة وأجهزة الدفاع المدني تكافح النيران لأكثر من4 ساعات متصلة لتتحول منطقة إمبابة إلي صراعات بعد ورود معلومات خاطئة بأن السلفيين يستهدفون الكنائس وهنا يصدر اللواء فاروق لاشين مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة توجيهات صارمة بفرض حراسات مشددة حول جميع الكنائس ليتوجه اللواءن سيد شفيق مساعد مدير الأمن العام للمنطقة المركزية وكمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ويفرضان طوقا أمنيا حول جميع كنائس الجيزة وخاصة القريبة من منطقة إمبابة وتشارك القوات المسلحة بقوات إضافية لتأمين هذه الكنائس وتستمر الاحتكاكات بين الطرفين بعد صلاة الفجر ويزداد تبادل إطلاق النار بين الطرفين ليكون قرار القوات المسلحة في الصباح فرض حظر التجوال.
وقد كشفت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن بالجيزة بإشراف العميدين محمود فاروق مفتش الأمن العام بالجيزة وفايز أباظة مدير المباحث أن بداية الأحداث كان سببها بلاغا تلقته شرطة النجدة بقيام مسئولي كنيسة ماري مينا بإخفاء فتاة داخل الكنيسة وتدعي عبير طلعت حمزة(25سنة) ومقيمة بساحل سليم بأسيوط وأنها كانت مسيحية وأسلمت وتزوجت من شاب مسلم يعمل سائقا وحضروا للإقامة في منطقة الجيزة ثم إنتقلا إلي بنها وكان زواجهما عرفيا علي الرغم من أنها متزوجة من آخر مسيحي وأنه فوجيء بإختفائها.
واكتشف أن أسرتها هي التي قامت بإختطافها بعد إتصاله تليفونيا بهم وأكدوا بأنها عادت إليهم كما أكد السائق بأنه تلقي إتصالا هاتفيا منها وأكدت له أنها محتجزة داخل كنيسة ماري مينا مما دفعه لإبلاغ السلفيين الذين توجهوا إلي مقر الكنيسة وفي هذه الأثناء وقعت الاعتداءات.
وعلي جانب آخر قامت أجهزة الأمن بالتحفظ علي السائق بإعتباره المحرض الرئيسي لهذه الأحداث
كما قامت أجهزة الأمن بالتحفظ علي35متهما يتم علاجهم بالمستشفي وهم من المشاركين في الاحداث من الطرفين, كما تم إلقاء القبض علي 190متهما أخرين وهم ممن شاركوا في الأحداث وتسببوا في سقوط الضحايا والمصابين.
وقد قامت النيابة العسكرية بإجراء معاينة للتلفيات التي حدثت في المحال التجارية والمقاهي والعمارات والشقق المتواجدة بالعمارات الأربعة المجاورة للكنيسة وعددها13محلا ومقهي إضافة إلي عدد من الشقق السكنية التي إحترقت تماما ومبني كنيسة العذراء المحترق.
وقد حضر الشيخ محمد علي وهو من كبار شيوخ المنطقة والذي أصيب في الأحداث والذي ظل يخطب في المواطنين وطالبهم بحماية الأقباط والمسلمين وعلي الرغم من إصابته في الأحداث إلا أنه شارك وجموع أهل امبابة في التهدئة بين الطرفين مؤكدا بأنه لابد من درء الفتنة بإمبابة لأنها لو اشتعلت سوف تقضي علي الأخضر واليابس منوها إلي أن الجميع يعيش في أمن وأمان وعلي الرغم من إصابته شارك مع زملائه في إخماد الحريق.
وقام كاهن كنيسة ماري مرقص تاودرس تادرس بإلقاء كلمة لجموع الحاضرين ووسائل الإعلام مؤكدا أن الجميع أبناء وطن واحد وهم متحابون وأن سبب هذه الأحداث المؤسفة يرجع إلي إشاعة مغرضة بإحتجاز الكنيسة لفتاة وهذا الأمر عار تماما من الصحة وأنه حضر ليطمئن علي إخوانه من المسلمين والمسيحيين في هذه الأثناء حضرت مظاهرة كبيرة من المسلمين والأقباط يحملون المصحف والصليب ويجوبون المنطقة والشوارع القريبة من الأحداث مرددين مسلم ومسيحي يد واحدة وينضم إليهم المئات من الأهالي وعلي جانب آخر قامت أجهزة الأمن بعقد لقاءات مع المشايخ والقساوسة لإجراء صلح بين الطرفين خاصة أن الصلح الذي تم إجراؤه في بادئ الأمر لم ينته إلي شيء.
{ وكشفت التحريات عن أن السيدة التي يتم البحث عنها كانت علي علاقة بالسائق علي الرغم من أنها متزوجة في أسيوط وحضرت إلي القاهرة وأعلنت اسلامها وتزوجت السائق عرفيا وليس بعقد رسمي نظرا لانها متزوجة من آخر وهي التي تسببت في إندلاع الاحداث كما أن السائق هو الذي اشعل نار غضب السلفيين بادعائه كذبا بأن زوجته المسلمة مختطفة وان السلفيين لم يعلموا حقيقة الأمر وأن السائق ضللهم مما دفع أجهزة الأمن للتحفظ عليه.
وفي سياق متصل قامت أجهزة الأمن بالجيزة بوضع خدمات أمنية حول مقر المستشفيات التي يعالج فيها المصابون خوفا من أي عمليات إنتقامية وتأمين وتشديد الحراسة علي مقار الكنائس.
الأهالي يروون الحادث
روي مجموعة من الأهالي تفاصيل الحادث الذي لم يشاهدوه من قبل حيث روي أحمد عبده سعد65 سنة تاجر بشاعة الحادث مؤكدا أنه كان يجلس علي المقهي والقريبة من الكنيسة وفوجيء بأكثر من300من السلفيين يتجمعون أمام الكنيسة مرددين بالروح بالدم نفديك يا إسلام وفي هذه الأثناء تجمع أعداد كبيرة من المسيحيين وظلوا يرددون بالروح بالدم نفديك ياصليب... وهنا فوجيء بمجموعة من الاشخاص أعلي العمارات الموجودة حول الكنيسة يطلقون الرصاص.
أما هاني سعيد موظف فقد أكد أنه فوجيء بمجموعة من الأشخاص يقتحمون المحلات المواجهة للكنيسة واشعلوا فيها النيران فقام بالإشتراك مع شباب المنطقة في محاولة إطفائها حيث أحضروا طفايات الحريق من السيارات ولكن ألسنة اللهب إرتفعت بصورة كبيرة نتيجة الإزدحام الشديد!.
أما هند مسعد فأكدت أنها كانت تقف في شرفة شقتها المواجهة للكنيسة حيث بدأت الأعداد بالمئات ثم زادت لتصل إلي الآلاف وبدأ التراشق والضرب ليسقط الضحايا والمصابون ولم تستطع أن تميز بين الدم المسلم والمسيحي فالدماء غطت وجوههم وكست ملابسهم لتتحول المنطقة إلي ثكنات عسكرية.
أما هادي الجمال18سنة طالب فقد أكد أنه كان عائدا من درس للثانوية العامة ليفاجأ بإطلاق الرصاص وفوجيء بزملائه يطالبونه بالتوجه إلي شارع آخر ويشاهد النيران ترتفع والضحايا يتساقطون
الأهرام