دكتور محمد رؤوف حامد : إخفاق الثورة المصرية.. وغياب الرأستواجه الثورة المصرية الآن خطرا مصيريا, ستجهض بفعله إن لم تستطع تخطيه. إنها حقيقة, أن من يقودوا العمل اليومى الآن (على مستوى الدولة), هم فى معظمهم من أدوات النظام السابق, والذين قامت الثورة ضد ممارساتهم. وبالتالى, من غير المعقول أن تكون البلاد فى حالة ثورة بينما هم نفسهم القائمون بإدارة الدولة.
ليس من الغريب إذن أن تظل معاناة الشعب كما هى, وأن لايشعر بمردود عملى للثورة, التى قام هو بها ضد فساد النظام وإستبداده .فلننظر الى ليبيا. المعاناة الأكثر شراسة من النظام هناك, أدت الى إرتقاء الليبيين
الى ممارسة أكثر تقدما. لقد قاموا بتشكيل مجلس إنتقالى للثورة. نفس الشئ يجرى الآن, نتيجة لتصاعد المعاناة, فى كل من سوريا واليمن.
هل ننتظر فى مصر أن يتعاظم تصاعد القوى المضادة للثورة من قيادات وفلول النظام السابق ومن قوى خارجية, حتى نبدأ فى تشكيل الرأس (أو المجلس) الخاص بقيادة للثورة؟ الحاجة إذن قصوى وعاجلة للمبادرة بتشكيل رأس للثورة المصرية.
نحن نقترح أن تبدأ مشاورات تشكيل هذا الرأس داخل نقابة الصحفيين. ذلك بإعتبارها الإطار الذى شهد, المواجهات والمكاشفات ضد النظام السابق, سواء من خلال لقاءات لجنة الحريات, أو على سلالم النقابة.
ونقترح أن تتشكل النواة فى حدود 8 الى 15 شخصية, ممن قادوا الشارع السياسى فى إرتقاءه الى الثورة, ومن قادوا إنتفاضة الجماهير الى المليونية التى أسقطت النظام.
على هذه النواة أن تقيم “ورشة عمل” تصل من خلالها, بالحوار والعصف الذهنى, الى المعايير التى يمكن من خلالها أن تقوم بتوسيع حجمها الى حوالى ثلاثة أضعاف العدد.
وطبقا لشفافية ومصداقية المعايير, والأسماء, يمكن لهذا المجلس أن يحصل على قبول توافقى فى شارع الثورة. هذا ونقترح كمدخل, أن تتكون النواة من:
أ) عدد 2 ممن عارضوا النظام فى مجلس الشعب السابق. أحدهما ممثلا للمعارضة, وآخر للمستقلين
ب) عدد 3 شخصيات من المعروفين بمجابهاتهم لفساد قيادات النظام السابق بشكل مباشر, وكان أن تعرضوا لمخاطر حياتية. هنا, نقترح شخصين معروفين بمواجهتهما رأس النظام السابق بدراسات علنية تتهمه بالفساد وتطالب بمحاسبته (وهنا نشير الى صاحب كتاب عريضة إتهام للرئيس, وصاحب كتاب الأيام الأخيرة (لمبارك)).
والشخصية الثالثة تكون قد جابهت فساد النظام مجابهة عملية فى أرض الواقع وحققت نجاحا. وهنا نشير الى قائد الحملة القومية ضد خصخصة القطاع العام.
ت) ممثل للجبهة الوطنية للتغيير.
ث) عدد 2 الى 3 شخصية من رؤساء الأحزاب, الذين كانوا قد تواجدوا فى الشارع منذ 25 يناير وحتى إسقاط النظام.
ج) ممثلين لقوى شباب الثورة, ممن كانوا بالفعل قد تواجدوا فى الشارع منذ 25 يناير وحتى إسقاط النظام. ويفضل أن يكونوا فى حدود 4 الى 6 شخصية.
تبقى الإشارة الى ثلاث نقاط:
1 – أن تدار أعمال ورشة العمل بواسطة 1 الى 2 شخص, ممن يجيدون إدارة الحوار, ويكونون فى نفس الوقت ممن ناضلوا ضد النظام السابق.
2- أن هذا المجلس يعمل كقيادة جماعية, وتكون مهمته التنسيق بين قوى الثورة, والتعبير عنها, وتحديد مسارها الطويل المدى. وكذلك التشاور, أخذا وعطاءا مع المجلس العسكرى, وتوجيه ومتابعة حكومة الثورة.
3 – أن تظل مليونيات الجمع, كجمعية عمومية للثورة, تعضدها, وترشّدها.
4 – عدم المساس بالمجلس العسكرى, والمحافظة عليه, بإعتباره وسيلة وطنية لإدارة تسيير الدولة.
وبعد, هل يتشكل مجلس لقيادة الثورة المصرية الآن, أم نتلكأ حتى تتمكن القوى المضادة للثورة من الإنقلاب عليها و إجهاضها؟, وعندها, يعانى الشعب ويمر بعد حين بخبرة مماثلة لما يجرى فى ليبيا وسوريا واليمن؟
جريدة البديل