لَم يَبْقَ شَىء ٌ مِن الدُّنْيا بأَيْدِينا 00 إلاّ بَقِيّة ُ دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قِلادَة َ جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ 00 وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً 00 لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى نَهْرِالمَجَرَّة لو 00 مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
والشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً 00 لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا 00 شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ 00 ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا
ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِ
وطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ؟
نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباً
ولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ
يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ
لنا ونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ
تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَا في
الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ
سمَا الخطيبانِ في المعالِي
وجازَ شَأْواهُما السَّماكا
جالاَ فلمْ يترُكَا مجالاً
و اعْتَرَكَا بالنُّى عِراكَا
فلَستُ أدري على اختياري
منْ منهُمَا جَلَّ أَنْ يُحاكَى
فوحْيُ عقْلي يقولُ:هذَا
ووَحيُ قلبي يقولُ: ذاكا
وَدِدْتُ لوْ كلُّ ذِي غُرورٍ
أمسِى لنعليهِمَا شِراكَا
ثلاث قصائد لشاعر النيل حافظ إبراهيم