حصاد الجريمة فى عام الثورة والانفلات الأمنى..جرائم 2011 السياسية.. انفجار
كنيسة القديسين وشهد قتل المتظاهرين وموقعة "الجمل" و"البالون" و"ماسبيرو" و"محمد
محمود"
من
المسؤول عن موقعة الجمل؟
كتب - محمود المملوك - إبراهيم أحمد- بهجت أبوضيف - أحمد
متولى - حازم عادل -تصوير - أحمد معروف - تصوير: أحمد معروف
نقلاً عن العدد
اليومى2011 هو عام الثورة والتغيير والإطاحة بداخلية
العادلى .. بدأ بمجزرة، وتوسطه الانفلات الأمنى، وانتهى بقتل شباب مصر، انحسر
ومازال المصريون ومعهم جهات التحقيق يبحثون عن الجهات وراء الأحداث.
بعد
مرور 20 دقيقة فقط على بداية عام 2011، وقعت أولى حوادث العام وأبشعها.. انفجار
سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين فى ميامى بسيدى بشر فى الإسكندرية، عقب القداس،
وراح ضحيتها 23 شهيدا و79 مصابا. لم يتم التوصل إلى الجهة التى تقف وراءها، سوى قتل
الشهيد «سيد بلال» عن طريق التعذيب، ومازالت التحقيقات تبحث عن الجهة المجهولة التى
وقفت وراء التفجير. ويذكر أن أول المتهمين من قبل أجهزة الأمن فى حادث القديسين كان
جهات خارجية تقف وراء الأحداث، وتريد نشر الفوضى والخراب فى مصر ولم يتم التوصل
لهذه الجهة.
وفى 17 يناير، كان الحادث الشرارة لثورة يناير تشابهت مع شرارة
الثورة التونسية، بأن أشعل عبده عبدالمنعم 50 سنة صاحب مطعم فول بالقنطرة فى
الإسماعيلية النيران فى نفسه أمام البوابة الرئيسية لمجلس الشعب وهو يهتف ضد
الحكومة، لم تنتبه الحكومة وظلت تقول لسنا تونس. ولم يتوقف المواطنون ممن أشعلوا
النيران فى أنفسهم عند صاحب المطعم، وجاء بعده (محام) 50 سنة، هربت ابنته مع شاب
وعجزت الداخلية عن إعادتها، وكان يعانى من ظروف صعبة.
كما تم إحباط محاولة
شاب إشعال نفسه عقب المحامى بدقائق أمام مجلس الشعب، وجاء الرابع فى الإسكندرية
تبعه موظف سابق بـ«مصر للطيران»، ثم أقدم عامل على الانتحار من منزله أمام المتحف
المصرى فى وسط القاهرة ليسقط جثة هامدة.
خرجت المظاهرات فى 25 يناير، وتم
فضها فى المساء بالقوة، وفى جمعة الغضب 28 يناير كانت مظاهرات الغضب واعتدت قوات
الأمن على المتظاهرين السلميين تبعها خروج الشعب بكل طوائفه فى مظاهرات سلمية تطالب
بإسقاط النظام المغضوب عليه من الشعب، ووجهت أجهزة الأمن رصاصها صوب عيون المصريين
وقلوبهم ليقضى أكثر من 800 شهيد نحبه، ويصاب 6 آلاف شخص بعاهات مستديمة، وجهات
الأمن تشير إلى وقوف عناصر خارجية وراء الأحداث.
بدأت التحقيقات فى قضية قتل
متظاهرى 28 يناير وتم إحالة اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق ومساعديه إلى
المحاكمة الجنائية بتهمة قتل الثوار، ولحق به الرئيس المخلوع.
شهدت مصر خلال
هذا العام أربع معارك ضارية، بداية من موقعة الجمل التى قام بها رجال النظام
الساقط، حين دخلوا إلى ميدان التحرير أثناء اعتصام الثوار لإسقاط النظام، وقاموا
بالاعتداء على المعتصمين بكل الأسلحة ومازلنا حتى الآن نبحث عن الجهة صاحبة بنادق
القنص. وجاءت موقعة «مسرح البالون» حين تم الاعتداء على أهالى شهداء الثورة أثناء
مشاركتهم فى حفلة داخل المسرح لتكريمهم، ووقعت اشتباكات بين الأمن والمواطنين تسببت
فى اعتصام كبير بميدان التحرير، تولت النيابة التحقيق ومازالت تبحث عن المجهول الذى
فجر الأحداث.
وموقعة ماسبيرو ليست ببعيدة عن الأحداث حين وقعت الفتنة بين
الجيش ومتظاهرين أقباط أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، وانتشرت أعمال الشغب والحرق
أمام أعين الجميع، واعتدى المتظاهرون على قوات الجيش، ودافعت قوات الجيش عن نفسها
ودهست المتظاهرين، ثم نفت قيامها بذلك ونفت استخدام الرصاص، واتهمت جهة مجهولة
بتفجير الأحداث كالعادة.
النيابة العسكرية تولت ملف القضية للتحقيق، ولم تتوصل
إلى شىء حتى الآن سوى أن هناك طرفا ثالثا، وبلطجية، وقفوا وراء الأحداث
والفتنة.
موقعة شرسة أخرى بين الثوار والأمن دارت فى شارع «محمد محمود» بعد
اعتداء قوات الأمن على مصابى الثورة المعتصمين أمام مجمع التحرير، وتصاعدت وتيرة
الأحداث ليتحول شارع «محمد محمود» إلى ساحة حرب شوارع بين الأمن المركزى
والمتظاهرين، ومات أكثر من 40 وفقد عشرات بصرهم، لتصل إلى اعتصام مجزرة فض مجلس
الوزراء الذى راح ضحيته العشرات والتحقيقات مازالت تبحث عن مجهول وراء
الأحداث.
هذا عن الجريمة السياسية.. أما الجريمة الجنائية، فعقب جمعة الغضب
توالت الجرائم فى ظل حالة الانفلات الأمنى بعد اقتحام السجون والأقسام وإحراقها.
وهروب مساجين وظهور حالات قطع طرقات وسرقة بالإكراه وجرائم جنائية.
أشهر تلك
الجرائم هى العثور على مصمم الأزياء محمد داغر مقتولا داخل شقته بشارع البطل أحمد
عبدالعزيز بالمهندسين، وأمكن التوصل للمتهم وهو محمد عبدالمنعم، الذى تعرف على داغر
قبل الحادث بـ 5 أشهر ونشبت بينهم صداقة .. يوم الحادث نشبت بينهما مشادة، تطورت
إلى مشاجرة طعن الجانى داغر بآلة حادة حتى سقط قتيلا.
- «خنوفة» أكبر تاجر
مخدرات بعزبة أبو قرن من أشهر البلطجية فى عام 2011 وذلك بعد هجومه على قسم شرطة
مصر القديمة، وبصحبته أنصاره من بلطجية العزبة فى محاولة منهم لتهريب عدد من
المتهمين المقبوض عليهم فى حملة أمنية بالمنطقة، لكن محاولته فشلت ليحاول مرة أخرى
ويهجم على القسم ويتبادل إطلاق النيران مع الضباط، ويهرب مرة أخرى، حتى تم ضبطه فى
مأمورية تم تسميتها بـ«العملية الهوليودية».. تنكر رجال المباحث فى زى باعة وعمال
نظافة وانتشروا بالعزبة حتى رصدوا المتهم وتم ضبطه، فى السجن قرر خنوقة الانتحار
بأن شنق نفسه داخل زنزانته.
- جاءت أيضا جريمة مقتل الداعية السلفى وزوجته
بعد اغتصابها كأهم جرائم العام، وعثرا عليهما داخل شقتهما مصابين بعدة طعنات نافذة
بأنحاء جسدهما وكادت تحدث فتنة طائفية، حتى تم القبض على المتهم، «م.ع» (31 سنة)
أحد أصدقاء المجنى عليه، ومن المترددين عليه بصفة منتظمة، وتبين أن دافعه وراء
ارتكاب جريمته هو رغبته فى المجنى عليها، وأنه اغتصبها وقتل زوجها لتنفيذ مراده وتم
ضبطه بعد 14 يوماً استجوبت فيها الأجهزة الأمنية حوالى 650 شخصاً من أقارب وأصدقاء
وجيران المجنى عليهما.
- شهد شارع الهرم جريمة بشعة راح ضحيتها «أسعد.خ.ا»
(70 سنة) مستشار مالى سابق بجامعة الدول العربية حيث عثر على جثته داخل شقته بشارع
الهرم مصابا بعدد 40 طعنة متفرقة بأنحاء جسده، بالإضافة إلى استخدام الجانى «حزام
جلدى» فى خنقه، ولم تنجح الأجهزة الأمنية فى التوصل إلى قاتله حتى الآن.
-
شهدت منطقة الطالبية جريمة قتل مثيرة أيضا راح ضحيتها مقاول وزوجته قتلا داخل
شقتهما، وتبين من خلال أقوال الجيران أن الزوجة المجنى عليها كانت بصحبة طفليها
بالشقة، وأن رجلا وسيدة على علاقة بالمقاول وزوجته صعدا إلى الشقة وانتظرا حتى حضر
الزوج، وأطلقا عليه النار أثناء أذان المغرب فى المسجد الكائن أسفل العقار، وهو ما
أدى لعدم سماع الجيران لصوت العيار النارى. ترجح رواية الجيران أن الرجل والسيدة
المجهولين اصطحبا الطفلين بصحبتهما ثم تركاهما بشارع فيصل بالهرم، حتى عثر عليهما
الأهالى وأعادوهما إلى قسم شرطة الهرم، بينما ترجح رواية أخرى أن الطفلين تمكنا من
الهرب أثناء انشغال المتهمين بتنفيذ جريمتهما، وما زالت الأجهزة الأمنية تواصل
بحثها لكشف غموض الحادث وضبط الجناة.
- من أشد تلك الجرائم بشاعة هى الجرائم
العائلية وكانت أولها التى نفذها عاطل وأمه، بأن قتل الابن والده بمساعدة والدته
بعد مشادة تطورت لمشاجرة، تعدى على أثرها الابن على والده بسلاح أبيض محدثا إصابته
بـ9 طعنات أودت بحياته، واعترف المتهمان بارتكابهما للواقعة.
- أيضا تجرد 3
أشقاء من مشاعر الرحمة، إذ تشاجر أحدهم مع شقيقهم الرابع لخلافات بينهما حول حيازة
محل تجارى، تشاجرا معاً، وهو ما دفع الشقيقان الآخران للتدخل ومساندة الأول وساعداه
فى توثيق شقيقهم وجلبوا الساطور وفصلوا رأسه عن جسده، وأشعلوا النيران بالجثة، وعقب
ذلك أحضروا «جوالا» ووضعوا فيه الجثة وألقوا به بمنطقة الزاوية الحمراء، بينما
ألقوا الرأس منفصلة بمنطقة حدائق القبة، فتم ضبطهم.
- انتقم عاطل هارب من
سجن الفيوم فى الأحداث الأخيرة، من طليقته التى رفضت العودة إليه بعد هروبه من
السجن، حيث اصطحب طفليه إلى حديقة بالقاهرة وذبحهما وترك جثتيهما داخل الحديقة
وهرب.
فيما وصلت الخلافات الزوجية بين بائع متجول وزوجته، فى المطرية، إلى
طريق مسدود، ولم يجد الزوج أمامه سوى أن يتخلص من زوجته بطعنها بالسكين ثم خنقها
بيديه حتى تأكد من وفاتها بسبب شكه فى سلوكها، وبضبطه اعترف بارتكابه
الجريمة.
- وفى الهرم، وقعت جريمة قتل عائلية بشعة تخلص فيها سائق من مطلقته
ودفنها أسفل البلاط، وألقت مباحث الجيزة القبض عليه، بعدما تم تحديد مكان هروبه
بالشرقية، وأنهى «مسجل خطر» وشقيقه حياة ابنة شقيقتهما، بعدة طعنات وأشعلا النار فى
جسدها لسوء سلوكها.
- ومن بين أبشع تلك الجرائم العائلية أيضا هى التى
شهدتها مدينة السلام بالقاهرة، حيث تخلص جزار من زوجته بذبحها بساطور أمام أولاده،
وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن المتهم يعانى من اضطراب نفسى، ودائم التشاجر مع
زوجته.
- أيضا تجرد أب من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، بأن ظل يعذب ابنته،
البالغة من العمر عامين ونصف العام، بإطفاء أعقاب السجائر فى جسدها، والتعدى عليها
بالضرب حتى الموت، بسبب بكائها المستمر، وتوصلت تحريات ضباط حلوان إلى أن الأب
«مسجل خطر» فتم ضبطه، وبمواجهته اعترف بجريمته.
- فى قسم شرطة العمرانية
أطلق مجند النار على زملائه فقتل أحدهم، ثم انتحر بإطلاق النار على نفسه من سلاحه
الميرى فوق سطح مبنى القسم.
- نجحت مباحث الجيزة فى القبض على المتهم بقتل
رجل الأعمال السعودى داخل شقته بالهرم، حيث تم ضبطه بمحافظة المنيا بعد مرور 6 أيام
على هروبه، وتوصلت تحريات العميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية، إلى أن المتهم
شهرته «ع. شقاوة» عامل بكافتيريا بالهرم، وأن المجنى عليه كان يتردد عليها لقضاء
وقت فراغه بها عقب انتهائه من إدارة أعماله، وتعرف عليه ونشبت بينهما علاقة صداقة،
وطلب منه زيارته فى شقته الكائنة بشارع فيصل بالهرم، وأن المتهم ارتكب جريمته رافضا
صداقة المجنى عليه، واستولى على بعض المتعلقات.
- ارتكب مندوب مبيعات وعامل
بأحد المستشفيات، جريمة بشعة، بعدما استدرجا تاجر مواد غذائية بزعم عقد صفقة تجارية
بينهم بمسكن العامل، إلا أنهما انقضا عليه وتعديا عليه بآلة حادة على رأسه وخنقاه
بحزام حقيبة كانت بحوزته وبداخلها مبلغ مالى، وعقب ذلك خرج المندوب للتخلص من سيارة
المجنى عليه وهاتفه بإلقائهما فى الطريق العام.
فيما قطع العامل الجثة
لنصفين وظل يقطع النصف الأعلى لأشلاء صغيرة ووضعها داخل أكياس وقام بتفريقها على
مقالب القمامة، وألقى بالجزء السفلى فى منور العقار الذى يسكن فيه
بالساحل.
- عام 2011 بدأ بالدم وأبى ألا يرحل بدون المزيد منه، فسالت دماء
شباب مصر بشارعى قصر العينى والشيخ ريحان أمام مجلس الوزراء، حين وقعت الاشتباكات
بين القوات المسلحة والمعتصمين ومات العشرات وأصيب المئات واحترق المجمع العلمى وتم
الاعتداء على المنشآت الحيوية.
- طالبت مصر كلها بالتحقيق فى الأحداث
ومحاسبة المتورطين فيها، وتولت النيابة التحقيق، وتم انتداب قضاة للتحقيق فى
الأحداث، واتهمت أجهزة الأمن بلطجية يتلقون دعما من جهات خارجية وداخلية لا تريد
الخير لمصر، لكن اللافت للنظر فى كل هذا أن الأحداث تبدأ بسيناريو الاعتداء على
المتظاهرين وتصاعدها وقتل ودمار، واتهام جهة خارجية وبلطجية بالوقوف وراء الأحداث،
ورغم كل هذا لم يحاسب هؤلاء البلطجية، ولم يتم التوصل إلى الجهة
الخارجية.
عن اليوم السابع