الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب ..الميدان
٦/ ٢/ ٢٠١١
أيادى مصرية سمرا.. ليها فى التمييز
ممدودة وسط الزئير.. تكسّر البراويز
سُطوع لصوت الجموع.. شوف مصر تحت الشمس
آن الأوان ترحلى.. يا دولة العواجيز!
■ ■ ■
عواجيز شداد.. مسعورين.. أكلوا بلادنا أكل
ويشبهوا بعضهم.. نهم.. وخِسّة وشكل
طلع الشباب البديع.. قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة.. صحُّوا القتيل من القتل
■ ■ ■
إقتلنى.. قتلى.. ما حيعيد دولتك تانى
باكتب بدمى حياة تانية.. لأوطانى
دمى ده والاّ الربيع.؟ لاتَْنين بلون أخضر
وبابتسم.. من سعادتى والّا أحزانى؟
■ ■ ■
حاولتوا ما حاولتوا.. ما تشوفوا وطن غيره
سلبتوا دم الوطن.. وبْشمْتوا من خيره
أحلامنا.. بُكرانا.. أصغر ضحكة على شفه
شفتوشى صياد يا خلق.. بيقتله طيرُه؟
السوس بينخُر وسارح.. تحت إشرافَك
فرحان بهم كنت.. وشايلهم على كتافك
وأما أهالينا: من زرعوا وبنوا وصنعوا..
كانوا مداس ليك.. ولولادك.. وأحلافك.
■ ■ ■
يا مصر.. قام العليل.. رجعت له أنفاسُه
وباس جبين الوطن.. مال الوطن باسُه
من قبل موته بيوم.. صحُّوه أولاده
من كان سبب علته.. محبته لناسه!
■ ■ ■
الثورة فيضان قديم محبوس ماشافوش زُول
الثورة لوْ جدَّ.. ماتبانشى ف كلام أو قول
تعدل وتقلب فى سرِّيه، تفور فى القلب
وتتغزل فتله فتله.. فى ضمير النول.
ماتخافش على مصر يابا.. مصر محروسة
حتى من الطُّغمة دى اللى فينا.. مدسوسة
ولو انت ابوها بْصحيح.. خايف عليها قوى
تركتها ليه بدن.. بتنخره السوسة؟
■ ■ ■
وبيسرقوك يا الوطن.. قدامنا.. عينى عينك
ينده بقوّه الوطن، ويقوللى: «قوم فينك»؟
ضحكت علينا الكتب، بِعْدت بِنا عنك
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك.
لكن خلاص يا وطن.. صحيت جموع الخلق
قبضوا على الشمس بإيديهم وقالوا: لأ
م المستحيل يفرطوا عُقد الوطن تانى
والكدب تانى.. محال.. يلبس قناع الحق!
■ ■ ■
بكل حُب الحياة.. خوَّض فى دم أخوك
قول: «إنت مين؟» للى باعوا حلمنا وباعوك
أهانوك، وذلوك، ولعبوا قمار بأحلامك
نيران هتافك.. تحرر صاحْبك الممسوك.
■ ■ ■
يرجع لها صوتها.. مصر، تعود ملامحها
تاخد مكانها القديم، والكون يصالحها
عشرات سنين تسكنوا بالكدب فى عروقنا
والدنيا متقدمه.. ومصر مطرحها!!
■ ■ ■
كتبتوا أول سطور فى صفحة الثورة
وهُمَّ.. عُلَما وخُبرا مداورة ومناورة
وقّعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله
لكن «جيوشه» مازالوا يحلموا ببكره.
■ ■ ■
صباح حقيقى ودرْس جديد قوى فى الرفض
أتارى للشمس صوت واتارى للأرض نبض
تانى معاكم.. رجعنا نحب كلمة مصر
تانى معاكم.. رجعنا نحب ضحكة بعض!!
■ ■ ■
من كان يقول ابننا.. يطلع بنا م النَّفق!!
دى صرخة والا غنا.. وده دم والاّ شفق؟
أتاريها حاجة بسيطة الثورة يا اخواننا
مين اللى شافها كده؟ مين أول اللى بدأ؟
مش دول شبابنا اللى قالوا كرهوا أوطانهم؟
لبسنا توب الحداد.. وبْعدنا قوى عنهم..؟
همّ اللى قاموا النهارده يشعلوا الثورة
ويصنّفِوا الخلق: مين عانْهم، ومين خانْهم!!
■ ■ ■
يادى الميدان اللى حضن الفكره.. وصَهرْها
يادى الميدان اللى فتن الخلق وسحرها
يادى الميدان اللى غاب اسمه كتير عنه
وصَبَرْها ما بين عباد عاشقة وعباد كارهه.
■ ■ ■
شباب.. كإن الميدان.. أهله وعناوينه
ولا فى الميدان «نيس كافيه» ولا «كابتشينو»
خُدودُه عرْفوا جَمال النومة ع الأسفلت
والموت عارفهم قوى.. وهمّ عارفينه!!
■ ■ ■
لا الظلم هيّن يا ناس.. ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان.. عمره ما يتحاصر.
فكرتنى يا الميدان بزمان وسحر زمان
فكرتنى بأغلى أيام.. فى زمن ناصر!!
■ ■ ■
شايل حياتك على كفك.. صغير السن
ليل بعد يوم المعاناة.. وانت مش بتئن
حمل المحامِل.. وإنت غضّ.. با تعجب
إمتى عرفت النضال؟ إسمح لى حاجة تجن!!
■ ■ ■
أتاريك جميل يا وطن مازلت.. وحتبقى
زال الضباب.. وانفجرت بأعلى صوت: «لأه»
حرّضتنا نبتسم.. ودفعت إنت الحساب
وبنْبتسم.. بس بسمة طالعة بمشقة!!
■ ■ ■
فينك يا صبح الكرامة الا البشر هانوا
وأهل مصر الأصيلة.. اتخانوا واتهانوا
بنشترى العزة تانى.. والتمن غالى
فتح الوطن للجميع.. قلبه وأحضانه!!
■ ■ ■
الثورة فيض الأمل.. وغنوة الثوار
الليل إذا خانه لونه.. يتقلب لنهار
ضج الضجيج بالندا.. إصحى يا فجر الناس
فينك يا صوت الغلابة.. وضحكة الأنفار؟!
■ ■ ■
وإحنا وراهم أساتذة خايبة.. تتعلم
إزاى نحب الوطن.. وإمتى نتكلم
طال الصّدا قلبنا.. ويئسنا من فتحُه
قلب الوطن قبلكم.. كان خاوى ومضلم!!
■ ■ ■
أوّلنا فى الجوْلة.. لسه جولة.. ورا جولة
ده سوس بينخر يا بويا فى جسد دولة
أيوه الملك صار كتابة.. إنما أبداً
لو غَفِّلت عيننا لحظة.. حيقلبوا العُملة.
■ ■ ■
لكنّ خوفى مازال جوه الفؤاد.. يكبش
خوفى اللى ساكن شقوق القلب ومعشش
يقوللى مش راح يسيبوا، ولسه حيقِبُّوا
وحيلاقولهم سِكك.. وبيبان ماتتردش!!
■ ■ ■
وحاسبوا قوى م الديابة اللى فى وسطيكم
وإلا تبقى الخيانة.. منّكم.. فيكم
الضحكة ع البُق.. بس الرك ع النِّيات
فيهم عدوين أشد من اللى حواليكم!!
عن المصرى اليوم